{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1)}{يا أيها النبيُّ لم تحرِّم ما أحلَّ الله لك} رُوي أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم دخل على حفصة في يوم نوبتها، فخرجت هي لبعض شأنها، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مارية جاريته، وأدخلها بيت حفصة وواقعها، فلمَّا رجعت حفصة علمت بذلك فغضبت وبكت، وقالت: أَما لي حرمةٌ عندك وحقٌّ؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسكتي فهي حرامٌ عليَّ، أبتغي بذلك رضاك، وحلف أن لا يقربها، وبشَّرها بأنَّ الخليفة من بعده أبوها وأبو عائشة رضي الله عنهم أجميعن ذكوراً وإناثاً، وقال لها: لا تخبري أحداً بما أسررتُ إليك من أمر الجارية وأمر الخلافة من بعدي، فلمَّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندها أخبرت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها بذلك وقالت: قد أراحنا الله من مارية، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حرَّمها على نفسه، وقصَّت عليها القصَّة، فنزل: {لم تحرِّم ما أحل الله لك} أَيْ: الجارية {تبتغي} بتحريمها {مرضاة أزواجك والله غفور رحيم} غفر لك ما فعلت من التَّحريم، ثمَّ أمره بأن يكفِّر عن يمينه.